كيفية التعامل مع الطفل كثير الحركة أو الطفل الشقي او العنيد






لا أعرف كيف أتعامل مع أبني ذو الخمسة سنوات؟

ملخص مشكلة الطفل ذي الخمس سنوات: الغضب الكثير ، التخريب ،العناد ، قلة الأكل ، المشاكسة أحيانا لحد الجنون ، ضرب أخيه الصغير 2:9 ، تحطيم ألعابه لا يخشى العقاب ، عندما يضرب يخاف كثيرا ، يخاف حين التهديد بإخبار أبيه ويبكي بشدة ويقول أن بطنه ورأسه يؤلمانه من شدة البكاء ، غير مؤدب مع
عماته وخالاته ، لم يكن هكذا قبل فترة ، صار أخوه الصغير يقلده ، صارت الأم تلازم المنزل من حرجها منهما أمام الناس.

معلومات مطلوبة / ما ترتيبه بين إخوته؟ وخاصة هل هو الأول أم قبله أخ أو أخت؟


الإجابة :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أقر الله عينيكما بذريتكما ، ورزقكما برهما وسعادة الدنيا والآخرة .

ما دمتم تبحثون عن الأسلوب الأفضل في التربية فسيوفقكم الله تعالى. مشكلتكم حسب ما ظهر لي لها عدة أسباب محتملة

وأولا يجب أن نقتنع بأن الأطفال غالبا خلقهم الله أجمل خلقة وأحسن نفسية لكن البيئة غالبا ما تؤثر
عليهم ، والأسباب مع الحل إن شاء الله

أولا الأسباب :

أ‌-نفسية الطفل نفسه :

يتسم سن هذا الطفل (خمس سنوات) بالنشاط الكبير ويتعلق بأمه تعلقا شديدا ، ويتمحور حولها ، بل يكاد يرى نفسه تقريبا في أمه ، لذلك فقد يتصف بالغيرة الشديدة إذا زاحمه أحد فيها كمثل الأخ الصغير ، وهذا قد يعلل عدوانيته تجاه أخيه الصغير ، خاصة إذا كان الوالدان أو أحدهما يهتم بالصغير ويبتسم له ويتضايق من الكبير.

ب‌-بيئية أو طريقة تعامل وتربية الوالدين والمحيطين به :

ظهر لي من خلال حديثكم أن الضرب مستخدم منكم كأسلوب تربوي، أنا لا أعارض الضرب تماما لكني أعارضه غالبا ، لأن الضرب غالبا ليس هو العلاج الصحيح ، وغالبا ما يكون ضرره أكثر من نفعه ،

من أهم مشاكل الضرب أنه يجعل العنف عند الطفل أسلوبا للتعامل مع الآخرين، العنف له صور كثيرة ، المهم أن نتيجته تكون بإلحاق الضرر بالآخرين وإغاظتهم سواء بالضرب أو بالشتم والسب ،
أو بتحطيم الألعاب والأشياء، كما أن الضرب والعنف اللفظي (مثلا ربما يقال له كثيرا : أنت سيء أو حرمتني من الخروج ومقابلة الناس ، أو لا فائدة منك .. إلخ)

كل هذا يجعله سلبيا تجاه الآخرين ، فيضرهم ويضر نفسه ، لأن نفسه صارت عنده زهيدة لا تستحق الإكرام ، وكذلك الآخرين بالنسبة له ، لذلك يصبح يؤذي الآخرين ولا يبالي إن آذوه.

ت‌-قد تكون هناك أسباب وراثية أو بسبب مرض معين :

هل كان أحد من والديه أو أقاربه كذلك؟ قد تكون مؤقتة وتذهب كما ذهبت من الآخرين (يعالجها الزمن فقط) قد يكون لديه مرض فرط الحركة مع نقص الانتباه ،

للتأكد اعرضوه على أخصائي نفسي إذا شككتم بشيء من ذلك .

ثانيا العلاج بإذن الله :

ملحوظة : لابد من الصبر ، الصبر الجميل والطويل ، وبإذن الله ستحل المشكلة:

1- يجب أن يمتلئ قلبه بحب الآخرين ، وبحب الحياة ، تجب معاملته بالحب لذات الحب ، الوالد المربي الحقيقي الذي يريد ذرية صالحة طيبة مهذبة يجب أن يؤمن بأن الحب عطاء غير مشروط ، وغير محسوب ، لأنه حق للطفل يجب ألا يؤخر عنه ،

وليس مكافأة على حسن تصرف ، يجب أن تحبوه وتقبلوه كما هو مهما كان ، لا كما تحبون أن يكون ، أعلم أن معظم الآباء والأمهات يقولون نحن فعلا نحب أبناءنا جدا ، لكن التعامل يوحي بأنهم يحبونهم حينما يحسنون التصرف ، أما حين يقعون في خطأ طفولي أو انعكاسي بسبب تعامل الآخرين أو الوالدين ،
يتصرفون معهم كأنهم لا يحبونهم ، ويملؤون مسامعهم بكلمات الرفض والبغض

يجب أن ندرك أن الأطفال أبرياء كرماء ، خلقهم الله أنقياء حبيبين ، وكل ما فيهم من صفات سيئة هي من الكبار ، سواء بيئية في طرق التعامل معهم وهو الغالب ، أو وراثية وهو النادر وفي الحالين لا يتحمل الذنب ، ولذا لا ينبغي أن يعاقب إلا بعد مراحل من بذل الحب غير المشروط ومن الرفق والمكافأة
والتلطف والتوضيح الكافي عدة مرات لأخطائه. ويجب أيضا تكليفه بمهام لاستغلال نشاطه وتنمية مهاراته ، ثم يكافأ على الإنجاز ولو بالاحتضان والمديح.

وعندما يحسن التصرف مع خالاته وعماته كافئوه واشكروه ولتشكره
عماته وخالاته وليكافئنه إن أمكن ، فهكذا يحبهم ويحب الجميع ويحب الحياة إن شاء الله.

2- كثيرا ما تكون تصرفات الطفل المزعجة محاولة للفت الانتباه وبسبب شعور بعدم الأهمية ،

لذلك التجاهل نافع جدا لتصرفاته السيئة ، مع الاهتمام بتصرفاته الحسنة ، بعض الأطفال يصرخون ويبكون بشدة ويضربون رؤوسهم بالجدار أو الأرض لأجل أن يحصلوا على شيء معين ، أو لأجل أن يبقى الوالد ولا يذهب للعمل ونحو ذلك ، لذلك لا بد من التجاهل وإلا تزيد الحالة لدرجة الإغماء!! ،
لابد من التجاهل منذ البداية للتصرفات الخاطئة مع الاهتمام والإشادة بالتصرفات الحسنة والمكافأة عليها أحيانا ،

هكذا يصبح يحسن التصرف لأجل أن تلتفتوا له وتمدحوه ، لابد من الاهتمام بإيجابياته وتصرفاته الحسنة ، الآن علقوا ورقة واكتبوا فيها إيجابيات ابنيكما ، لأنكم حين تفعلون ذلك ستكتشفون أنهما رائعان فعلا ، ثم كلما فعل أحدهما تصرفا جيدا ارسموا له نجمة في ورقته أو لوحته ، ستفاجؤون بهما يتنافسان في التصرفات الحسنة ليزيدوا الرصيد ،

وكلما تصرفوا تصرفا سيئا انظروا لمراحل العقاب بالأسفل والتي منها كيف تتعاملون مع "النجمة" كعقاب في فقرة
(رابعا) في إجابة التساؤل ( كيف يعاقب) بالأسفل.

3- أعلم أنكم ربما تقولون إذن فهل نتركه يسيء التصرف ولا نؤدبه؟ أقول عندما نتعامل مع أخطاء الأطفال أو حتى الكبار ، يجب أن نفصل التصرف الخاطئ عن الشخصية ، يعني نحتفظ بحبه ونؤكده في نفوسنا ،

لكن نتعامل مع الخطأ بالتوجيه والتوضيح أ:ثر من مرة ، ثم بالتنبيه أو بالعقاب المناسب غير المتشنج ، في جو هادئ ، وهذا ما يسموه المربون : التربية الهادئة ،

كأننا نقول في أنفسنا دائما للطفلSadأنا أقدرك وأحبك وأنت إنسان رائع ، وستصبح رائعا عندما تكبر إن شاء الله ،

والآن أخطأت فكيف أؤكد لك أن هذا التصرف خطأ ، وكيف أساعدك لكي لا تقع فيه مرة أخرى)

لكن للأسف نحن نقول في أنفسنا له

(أنت طفل شقي وسيء ، يجب أن أذيقك نتيجة خطئك السيء) كأنه نوع من الانتقام
رغم أننا لا نشعر أن انتقام ، لكنه انتقام ، النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن اللوم ، مجرد اللوم ! ،

يعني إذا سمع أحدا يقول لطفل: لم فعلت ذلك؟
يقول عليه الصلاة والسلام : (لا تقولوا هذا ، فإنه لو قدر الله شيئا كان)
أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، ولم يلم طفلا أبدا ، بل لم يضرب أحدا لا طفلا ولا امرأة ولا رجلا ،
إلا في حد من حدود الله تعالى.

إذن كيف يعاقب؟

أولا لا بد أن يكون الجو العام في البيت مريحا ومحببا للطفل ، لا بد أن يشعر بالأمان والحب بشكل عام.

ثانيا : لابد أن نتغاضى عن كثير من التصرفات والأخطاء الصغيرة ، أو غير المكررة .

ثالثا: حين يخطئ، ونتأكد من أنه لابد من أن ننبهه فننبه بدون أن نغضب كثيرا ، بطريق التوجيه : افعل كذا ، المرة القادمة انتبه لا تكسر الكوب ، إذا انكسرت الأكواب ربما تجرحنا ونتألم كثيرا، ولا يبقى عندنا كوب نشرب فيه ، لا بد من أن نتأكد أنه يعرف أنه أخطأ ، وأنه متعمد ، وأنه كرر الخطأ عدة
مرات (أحيانا نضرب أطفالنا لأنهم اصطدموا بالطاولة فسقط كوب وانكسر ، وهذا ظلم ، فهم لم يقصدوا ذلك ، كما أنهم لا بد أن يلعبوا لأنهم أطفال).

رابعا: بعد ذلك نبدأ بالتدرج في العقاب حين يكرر خطأ وهو يعرف أنه أخطأ وهو متعمد ، فأول عقاب أن نريه الضيق والغضب في وجوهنا ، وثاني مرحلة في العقاب أن نمتدح طفلا آخر لم يخطئ الخطأ نفسه ، نمتدحه لأنه يجلس مؤدبا مثلا ونحو ذلك ، ثالث مرحلة : نحرمه من شيء يحبه لوقت قصير ،

رابع مرحلة نلزمه بالجلوس في "كرسي العقاب" أو في زاوية من غرفة المعيشة لمدة 3 دقائق ،
وإذا تركه أو رفض إحدى العقوبات المناسبة للخطأ نهدده بمسح أو شطب إحدى النجمات التي كتبت له في لوحته، ونعيد رسمها إذا أخذ عقابا كافيا ،

أهم ما في الموضوع الرفق ، كونوا رفقاء في كل شيء ، ولا تغضبوا ، كذلك من مراحل
العقاب أن نحرمه من شيء يحبه مدة أطول .. وهكذا عقوبات لا تفقده الأمان ، ولا تشعره بالبغض ، أما الضرب فهو آخر العلاج ، والمشكلة إذا اعتاد الضرب ولم يترك الفعل السيء ، ماذا تفعلون به؟ لن تستطيعوا أن تزيدوا على الضرب شيئا ، بعض الناس يطردون أبناءهم من المنزل أو يحبسونهم في مكان مظلم قذر مليء بالحشرات وكل هذا لا يجوز ، كما أنه يجعلهم أسوأ وأسوأ ، ولا يفيد
أبدا. لنتق الله في أبنائنا.

4- ارقوه وعوذوه وادعوا له : هناك عائلات أعرفها اشتكوا من أطفالهم ، ثم عندما قرؤوا عليهم الفاتحة سبع مرات ونفثوا عليهم ، وحافظوا على تعويذهم كل صبح ومساء بآية الكرسي وبسورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات ،

وبقول أعيذكم بكلمات الله التامة ممن كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ثلاث مرات، مع المسح عليهم ، أصبح أبناؤهم بعد حوالي يومين فقط هادئين مقبولين جدا ، ولاحظ ذلك الزوار والأقارب ، فلا تهملوا التعويذ والرقيا والدعاء ، فإن لنبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ ذريته وأحفاده. وكان يدعو لهم.

5- اسألوا أنفسكم : لماذا هو عدواني؟ هناك أسباب للعدوانية غير ما ذكر
سابقا من تعامل الأهل أو الوراثة ،

مثل: عدم وجود مجال لتفريغ شحنات النشاط في الأطفال مثل فناء البيت (الحوش) أو الحديقة ، أو الألعاب البدنية ، أو قد يكون جهاز البلاي ستيشن مثلا سببا للعدوانية ، أو كثرة التحف في المنزل
مما يدفع الوالدين إلى إلزام الأطفال بعدم اللعب ، وعقابهم إذا لعبوا وهذا خطأ فاللعب والجري فطرة وحق للطفل ، تأكدوا من الأسباب وعالجوها بالطريقة المناسبة ،
فلا بد من التصريف الصحيح لطاقة ونشاط الأطفال.

6- إذا كان الطفل ذو الخمس سنوات هو الثاني بين إخوته ،

يعني كان متوسطا قد يكون يعاني فعلا من الإهمال ، لأن الطفل الأول يحمل مسؤوليات وتتنمى
لديه مهارات أكثر بالطبع ممن هم بعده فيهتم به الوالدان لذلك ، والصغير محبوب لطفولته وبراءته ، فيضيع الذي في الوسط ، فانتبهوا لهذا.

7- أكرر: لابد من الصبر الطويييل جدا ، ولا تيئسوا أبدا.

أسأل الله تعالى أن يصلح ذرياتنا وذريتكم ويجعلهم قرة عين .

1 comment:

  1. من اكثر المقالات الرائعة التى مررت عليها الف شكر على الاضافة و الاسلوب
    التعامل مع الطفل العنيد

    ReplyDelete

Powered by Blogger.